U3F1ZWV6ZTE4NTk5NjI0MjQyNjBfRnJlZTExNzM0MjUxMjk1MTk=
Computing Category

العلاج والشفاء بالموسيقي

يحتوي هذا الموضوع على:

 

01خلفيات رموز موسيقي إبداعية
01 خلفيات ورموز موسيقي إبداعية

العلاج والشفاء بالموسيقي

🌻-- مقدمة :-

قد تبدو فكرة العلاج بالموسيقى غريبة بعض الشيء، إلا أن فعاليتها كبيرة، ويمكن معرفة آثار العلاج بالموسيقى من خلال ملاحظتها في لغة الجسد، سلوك المريض، التغيرات في الوعي والمزاج. فهناك العديد من التقنيات المتبعة في العلاج بالموسيقى منها: الاستماع للموسيقى، الغناء، أو إجراء نقاش حول الموسيقى.

كما أن هناك طريقتين رئيسيتين للعلاج بالموسيقى، الأولى يكون فيها شخصين فقط (المعالج والمريض)، يمكن من خلالها الاستماع للموسيقى أو الغناء، الارتجال الموسيقي أو تأليف الأغاني، والطريقة الأخرى تكون جماعية، لكن العلاج الموسيقي المفرد يحقق نتائج أكثر فعالية.

العلاج بالموسيقى :- هو علاج صحي مبني على التفاعل مع الموسيقى من أجل تحقيق أهداف معينة في صحة الشخص المقابل ولكن يجب أن يكون الشخص الآخر مؤهل لذلك وموافق على برنامج العلاج بالموسيقى.

العلاج بالموسيقى عبارة عن عملية يقوم خلالها المختص بالعلاج الموسيقي باستخدام الموسيقى وكل من جوانبها البدنية والعاطفية والعقلية والاجتماعية والجمالية والروحية لتحسين الحالة العقلية والبدنية للمريض، وهو أحد العلاجات الساندة للعلاجات الطبية الأخرى. بصورة أساسية المعالِجون بالموسيقى يساعدون المرضى لتحسين الصحة في عدة مجالات مثل العمل المعرفي، مهاراتهم الحركية، والعاطفي، والمهارات الاجتماعية، ونوعية الحياة، عبر استخدام المجالات الموسيقية مثل حرية الارتجال أو الغناء أو الاستماع وذلك لتحقيق أهداف العلاج.

يمكن أن تُستخدم الموسيقى كأداة لتطوير الذات وذلك من خلال زيادة دينامية الفرد وتحسين حسّه الإدراكي وقدرته على التركيز والإبداع إلى جانب تعزيز ذاكرته.

العلاج باستخدام الموسيقى من أهم أنواع العلاجات المستخدمة والتى ثبت وجود آثار جيدة لها فى علاج بعض المشكلات الصحية والنفسية مثل الخرف والاكتئاب والعديد من الأمراض التى تؤثر على الصحة النفسية للإنسان نتيجة لضغوطات الحياه، فسماع بعض الموسيق خلال ساعات يومك بأنواعها المختلفه قد يكون قادر على تغير حالتك النفسيه والتى يكون لها تأثير واضح على الصحة البدنية والنفسية.

الموسيقى شيء قوي والتى قد تدفع الباحثين والاطباء لاستخدامها كأسولب علاج لها فاعليه كبيرة ويسمى ذلك "العلاج بالموسيقى"، أثناء الجلسات يحاول المعالج الموسيقي تكوين رابطة مع عملائه من أجل تحسين الثقة ومهارات الاتصال والوعي والاهتمام.

ووفقا لما ذكره موقع " medicalnewstoday"، هناك عدة أنواع من العلاج بالموسيقى، من بينها الاستماع إلى الموسيقى للإسترخاء أثناء الحديث، يتضمن البعض الآخر صنع الموسيقى باستخدام الآلات والتي يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص لأولئك الذين يكافحون من أجل التواصل الشفهي.

لقد وجدت التجارب فوائد للعلاج الموسيقي لكن طريقة عمله لا تزال غير واضحة.

الهدف من المعالج الموسيقي هو الوصول إلى "لحظة التغيير" التي يمكنهم من خلالها تقوية علاقاتهم مع المرضى غالبًا ما يصف المعالجون والعملاء الشعور بالتزامن ، وهناك الآن أدلة تثبت ذلك.

الموسيقى المستخدمة علاجيًا  يمكن أن تحسن الرفاهية وعلاج الحالات بما في ذلك القلق والاكتئاب والتوحد والخرف، والمعالجين بالموسيقى يعتمدون على  استجابة المريض للحكم على ما إذا كان هذا الأمر فعالًا.


🌻-- مفهوم العلاج بالموسيقى :-

يعرف العلاج بالموسيقى (Music Therapy) على أنه استخدام سريري أو علاج قائم على مدخلات موسيقية لتحقيق أهداف علاجية من قبل الأشخاص أو الفنيين المتخصصون ببرنامج العلاج بالموسيقى، العلاج بالموسيقى هو مهنة صحية لمعالجة الاحتياجات المادية والعاطفية والمعرفية وحتى الاجتماعية للأفراد، فبعد معرفة نقاط القوة والضعف واحتياجات كل شخص، يقدم المعالج الموسيقى المناسبة له ولحالته المرضية سواء بالغناء أو بالاستماع للموسيقى، فالمشاركة الموسيقية في العلاج تنقل المرضى إلى أماكن أخرى من حياتهم.

كما يوفر العلاج بالموسيقى سبل التواصل التي تفيد مع أولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات، فالعلاج بالموسيقى يعمل على إعادة التأهيل البدني وزيادة حافز الناس للانخراط في المجتمع، مع الدعم العاطفي للتعبير عن المشاعر، يستخدم العلاج بالموسيقى في المستشفيات الطبية، ومراكز علاج مرضى السرطان، كذلك مصحات معالجة الإدمان على المخدرات والكحول، ومستشفيات الأمراض النفسية وغيرها.


🌻-- تاريخ العلاج بالموسيقي :-

استخدمت الموسيقى كعلاج منذ قرون. العلاج بالموسيقى كان يمارس في العصور القديمة لطرد الأرواح الشريرة. فمثلاً يعتبر أبولو أحد آلهة الأغريق القدماء إلهاً للموسيقى والطب. أسقليبيوس بدوره أشار إلى استخدام الموسيقى في علاج أمراض العقل، الموسيقى كذلك استخدمت كعلاج في المعابد المصرية. أفلاطون قال أن الموسيقى يمكن أن تؤثر على العواطف وبالتالي يمكن أن تؤثر على طبيعة الفرد أما أرسطو فقد اعتقد أن الموسيقى تؤثر على الروح ووصف الموسيقى كقوة تطهر المشاعر. كورنيليوس استخدم صوت الصنج النحاسي والماء لعلاج الاضطرابات النفسية.


🌻 تاريخ العلاج بالموسيقي عند العرب المسلمون قديما 🌻


🌾 أثر العلماء المسلمون فى ذلك :-

  • الرازي قال عنه أفضل سيء لمرضى الماليخوليا هو الغناء والتنغيم كأحد علاجات هذا المرض .
  • الكندي قال ان كل وتر وتنغيمه وايقاعه يؤثر على منطقة ما في جسم الإنسان .


🌾-- كيف سبق المسلمون في معرفة تأثير الألحان على الصحة؟


تم ربط الموسيقى مراراً بتحسين حالات العديد من الأمراض. وفي العقود القليلة الماضية، لعب العلاج بالموسيقى دوراً متزايداً في جميع جوانب الطب الحديث.

يكاد يكون من المستحيل العثور على شخص لا يشعر بارتباط قوي بالموسيقى. وبقليل من البحث، قد تتمكن من العثور على قائمة من الأغاني التي تثير الذكريات السعيدة لديك وترفع معنوياتك.

وبعد أن استطاعت الأبحاث العلمية خلال العقود الأخيرة، ربط سرعة تعافي المرضى من العمليات الجراحية وتخفيف الألم عند استماعهم للموسيقى، وصولاً لاستخدام الجراحين موسيقاهم المفضلة لتخفيف التوتر في غرفة العمليات، تم ربط الموسيقى مراراً بتحسين حالات العديد من الأمراض. وفي العقود القليلة الماضية، لعب العلاج بالموسيقى دوراً متزايداً في جميع جوانب العلاج. لكن ما حقيقة العلاج بالموسيقى عند المسلمين قديماً؟


🌾 الفارابي واستخدام الموسيقى في العلاج النفسي :-


هذا التأثير العميق للموسيقى على النفس البشرية عرفه العرب قديماً، وتمكنوا من استخدامه لأغراض علاجية عديدة، فكان الطب النفسي على وجه الخصوص على رأس الاختصاصات التي تم فيها استخدام الموسيقى لتحسين حالة المرضى وتسريع عملية التعافي.

ومن هذا المنطلق كان أبو نصر محمد الفارابي أول مَن استخدم الموسيقى في العلاج النفسي. وبلور الفيلسوف والطبيب العربي تلك الرؤية في مؤلفاته التي كان من بينها "كتاب الموسيقى الكبير" و"إحصاء الإيقاعات".

وكان الفارابي فيلسوفاً في الأصل قبل أن يكون طبيباً وموسيقياً، لكن علوم عصره شهدت مزجاً بين الفلسفة وعلوم النفس والرياضيات والطب. ولم تكن الموسيقى تُعزف للمرضى في البيمارستانات (المستشفيات) التي تستخدم هذا الأسلوب في العلاج بطريقة واحدة، بل كان العازفون يقدمون مقامات مختلفة وفقاً لحالة كل مريض وتفضيلاته.

وقيل بحسب بعض القراءات التاريخية إن الفارابي اخترع آلة القانون المعروفة في عصرنا الحالي بعدما كان يبحث عن وسائل موسيقى أكثر قدرة على التأثير في المشاعر والمزاج العام وتحريك الانفعالات البشرية.

🌾 العلاج النفسي مدخل للتطبب من كل داء.. والموسيقى دواء :-


وفي تاريخ الطب عند العرب والمسلمين قديماً، لطالما ارتبط مفهوم الشفاء بالعلاج النفسي، حيث كانت ترد أسباب الكثير من العلل والأمراض إلى الجانب الروحي والخلل في النفس البشرية، وبهذا فإن المعالجات النفسية كانت تعتبر المدخل الرئيسي للتطبب في تلك الفترة المبكرة.

لكن بالنسبة للأمراض النفسية المباشرة، فشملت حينها الاضطرابات النفسية والسلوكية والهذيان، وتصدرها اختلال العقل الذي سُمِّى بالجنون، وكان العشق أيضاً يُصنف كمرض نفسي وكنوع من الجنون وعلل العقل.

وقد توصل الطب العربي في العصرين الأموي والعباسي على وجه الخصوص، إلى علاج الجنون بوسائل مختلفة ومبتكرة، تشمل الاهتمام بهذه الفئة بطرق عديدة ابتداء من غسل أجسادهم بالماء في الصباح، والمشي والتنزه واشتمام الزهور الطبيعية في الحدائق التي ترفق بهذه المستشفيات، كذلك استخدمت الموسيقى في العلاج.

وكان الطبيب عند العرب لا بد أن يكون مجيداً للعزف على العود، حتى إنه كان يتم قياس كمال الطب من إجادة العزف. وكذلك اشتملت العلاجات على اللحن والتنغيم والموسيقى بشكل أساسي، ومثال ذلك عزف الرازي على العود واستخدمه في شفاء العلل النفسية، بحسب موقع إضاءات.

وكان المدخل إلى السيطرة على الحواس أو تهذيبها هو سبيل العلاج لجلّ الأمراض النفسية تقريباً، حيث يسيطر على السمع من خلال الموسيقى والأنغام، وعلى العين من خلال المناظر الرائعة والطبيعة الخلابة والحدائق، وعلى الذوق من خلال الأطعمة التي يتم اختيارها بعناية للمريض، والشم من خلال العطور الطبيعية والزهور التي تدخل البهجة في قلوب المعتلّين وتمتع أنظارهم.


🌾 بيمارستان قلاوون وعلاج الأرق بالموسيقى :-


وفي العصر المملوكي، أنشأ المنصور سيف الدين قلاوون (1222- 1290) مستشفى في القاهرة اشتمل على أقسام عدة، لكن تركز دوره بالأساس في استقبال المرضى النفسيين والعجزة.

وجاء في الجزء العاشر من كتاب "وصف مصر" الذي وضعه علماء الحملة الفرنسية أواخر القرن الـ18، أن كل جنس من الجنسين كان يشغل جزءاً منفصلاً من المبنى، وكان يُقبل جميع المرضى دون تفرقة. أما الأطباء الذين التحقوا بكوادر العاملين بالمستشفى من مختلف مناطق الشرق، فكانوا يعاملون معاملة كريمة، وفي وقت لاحق أُلحقت بالمنشأة صيدلية جيدة التجهيز.

وذكر علماء الحملة عن تاريخ هذا البيمارستان أن كل واحد من المرضى كان يتكلَّف في اليوم قطعة من الذهب، أي ديناراً واحداً، كما كان يتكلف بخدمته شخصان، وأن المرضى الذين يعانون من الأرق كانوا ينقلون إلى قاعة منفصلة، وهناك يسمعون موسيقى متآلفة الأنغام، أو يقوم الحكاؤون المتمرسون بالترويح عنهم بسرد القصص.


🌾 بيمارستان النوري في دمشق والعلاج بالموسيقى :-


شيّد نور الدين زنكي (حكم حلب بعد وفاة والده سنة 541 هـ) بيمارستان في دمشق عام 549هـ الموافق 1154 ميلادياً، وأوقفه على الفقراء دون الأغنياء، إلا إذا لم يجد الأغنياء دواءً لعللهم في غير هذا المشفى.

ونقلاً عن الباحث أحمد فؤاد باشا في ورقته بعنوان "المؤسسات العلمية والتعليمية في عصر الحضارة الإسلامية" والوارد في كتاب "المؤسسية في الإسلام"، قالت المستشرقة الألمانية زيجريد هونكة، في محاضرة ألقتها قديماً في فناء هذا البيمارستان، إن المريض فيه كان يحظى بعلاج خاص، ويتم استضافتهم في عيادات متخصصة شديدة المراقبة، أو في أقسام الأمراض العصبية التي كانت المعالجات فيها دقيقة وحكيمة تجرى من قبل أخصائيين، بوسائل سابقة لعهدها كلياً، كالخضوع للمنوم الصحي، واستخدام الموسيقى في العلاج.

وكان العرب في ذروة عصر البيمارستان النوري رواداً في مجال الطب وكان الغرب يستعين بنصوص طبية مترجمة إلى اللغة اللاتينية للعمل بها. وكان العرب أول من استخدم مخدراً أساسه الكحول ليستنشق قبل العمليات الجراحية. وكان المزيج يحتوي على الأفيون وخلاصة زهرة ست الحسن والحشيش وكان يمكن حفظه لفترات زمنية طويلة.

ويُعتقد أن البيمارستان النوري من أول المؤسسات الطبية في العالم التي استخدمت الموسيقى كوسيلة لعلاج الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية والجنون، أو ما كان يُعرف حينها بالعته والعلّة العقلية.


🌾 ابن سينا وعلاج "المالنخوليا" بالموسيقى :-


كتب أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، سنة 1037 ميلادياً في كتابه "القانون في الطب"، أن الموسيقى تُعد علاجاً لعدد من الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب الإنسان، مثل "المالنخوليا" التي يصاب صاحبها بأعراض منها الإفراط في التفكير والوسوسة، والتحديق في نقطة ثابتة، والهذيان بالقول، والخوف من أشياء غير منطقية مثل سقوط السماء أو انشقاق الأرض تحت أقدام المريض.

وذكر ابن سينا قائمة من العلاجات لهذا المرض أهمها "تطريب المريض بالسماع إلى الموسيقى والمطربات، باعتبارها أشياء مهمة يمكن أن تشغله عن الفراغ والخلوة والتفكير المبالغ فيه".

واعتبر ابن سينا أنه يجب تخصيص بعض النغمات وفقاً للتوقيت خلال اليوم، ففي الصبح الكاذب يجب عزف نغمة "رهاوي"، وفي الصبح الصادق "حُسينى"، وفي الشروق "راست"، وفي الضحى "بوسليك"، وفي نصف النهار "زَنكولا"، وفي الظهر "عُشّاق"، وبين الصلاتين "حِجاز"، وفي العصر "عِراق"، وفي الغروب "أصفهان"، وفي المغرب "نَوى"، وفي العشاء "بُزُرك"، وعند النوم "مخالف"، بحسب موقع رصيف 22.

وعاد هذا التقسيم الزمني في استعمال النغمات الموسيقية إلى أن الإنسان يمرّ بحالات نفسية مختلفة قد تصل إلى التناقض خلال اليوم الواحد تبعاً لظروف حياته ونمط معيشته من الاستيقاظ حتى النوم.

ووفقاً لأستاذ تاريخ الطب بجامعة حلب عبد الناصر كعدان، والباحثة في الموسيقى العربية ميس قطاية في دراستهما المشتركة بعنوان "العلاج بالموسيقى في الطب العربي"، لم يقصر ابن سينا نصحه بالغناء والموسيقى على المصابين بآفات عقلية أو نفسية، فقد أوصى بهما أيضاً لتسكين الأوجاع، والمساعدة على النوم، وعلاج حميات اليوم (العرضية)، والحمى.

وبحسب الباحثين، "كان ابن سينا يرى أن في النبض طبيعة موسيقية، وأنه ذو نسبة إيقاعية في السرعة والتواتر، لذا حدد لكل وقت من أوقات الليل والنهار نغمته الخاصة به".


🌾 اخوان الصفا واوتار العود :-


في رسائلهم، ذكر إخوان الصفا (52 رسالة عن مختلف العلوم كتبتها جماعة مجهولة ظهرت قديماً في البصرة نحو القرن العاشر الميلادي) أن الموسيقى بها تأثيرات روحانية وتترك أثراً عظيماً في النفوس، لدى تغيرها من حال إلى حال، ولذا استخرج منها الأطباء ألحاناً استعملوها في البيمارستانات لشفاء كثير من الأمراض والعلل. شرح إخوان الصفا أن كل وتر من أوتار العود يصدر نغمة تؤثر في أمزجة طباع المستمعين لها، "فنغمة وتر الزير تقوي خلط الصفراء، وتزيد في قوتها وتأثيرها، وتضاد خلط البلغم وتلطفه، ونغمة المثني تقوي خلط الدم، وتزيد في قوته وتأثيره، وتضاد خلط السوداء وترققه، ونغمة المثلث تقوي خلط البلغم، وتزيد في قوته وتأثيره، وتضاد خلط الصفراء، وتكسر حدتها، ونغمة البم تقوي خلط السوداء، تزيد في قوتها وتأثيرها، وتضاد خلط الدم، وتسكن فورانه". وقالوا: إذا ألفت هذه النغمات في الألحان المشاكلة لها، واستعملت في أوقات معينة من الليل والنهار، خففت على المرضى آلامهم، لأن الأشياء المتشاكلة في طباعها إذا كثرت واجتمعت قويت أفعالها وظهرت تأثيراتها وغلبت أضدادها.


🌾 مجال خصب والأبحاث في الطب بالموسيقى ما زالت مستمرة :-


وفي حين تم الاعتراف بالموسيقى منذ فترة طويلة على أنها شكل فعال من أشكال العلاج لتوفير منفذ عاطفي للمشاعر، فإن فكرة استخدام الأغاني وترددات الصوت والإيقاع لعلاج الأمراض الجسدية هي مجال جديد نسبياً في عصرنا الحالي الحديث.

وتشير الدراسات الجديدة لفوائد الموسيقى على الصحة العقلية والجسدية على حد سواء، على سبيل المثال، في التحليل التلوي لـ400 دراسة مُجمّعة، وجدت الباحثة موناليزا تشاندا، أن الموسيقى تحسن وظيفة الجهاز المناعي للجسم وتقلل من الإجهاد. كما وجدت أن الاستماع إلى الموسيقى يُعد أكثر فاعلية من الأدوية الموصوفة بوصفة طبية خاصة في تقليل القلق قبل إجراء الجراحة، بحسب مجلة Trends in Cognitive Science.

وأشار التحليل أيضاً إلى كيفية تأثير الموسيقى على الصحة، ووجدت الباحثة أن الاستماع إلى الموسيقى وتشغيلها يزيد من إنتاج الجسم للأجسام المضادة المناعية A والخلايا القاتلة الطبيعية، التي تهاجم الفيروسات وتعزز فاعلية الجهاز المناعي. كما تقلل الموسيقى أيضاً من مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول، ما يعزز الشعور بالهدوء والاسترخاء.


🌻-- إنتشار العلاج بالموسيقي حديثا :-

يوجد العلاج بالموسيقى في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1944 عندما تم إنشاء أول برنامج يدرس في العالم من قبل جامعة ميتشجن وأول برنامج للخريجين في جامعة كنساس.

منح درجة علمية فى العلاج بالموسيقي, قد فتح هذا النجاح الباب أمام محاولة وضع برنامج لتدريب هؤلاء الموسيقيين، وقد تطور الأمر ونشأ أول برنامج في العالم لمنح درجة علمية في العلاج بالموسيقى في جامعة ولاية ميتشجان عام 1944م، وكان ذلك بمثابة نقطة البداية لانتشار هذا النمط الجديد للعلاج وهو " العلاج بالموسيقى " ، ومن يومها صار علمًا مستقلاً بذاته يُدرَّس في معاهد متخصصة ، وأصبح لا يحق للأشخاص ممارسة هذا النوع من العلاج إلا بعد أن يقوم بدراسة البرامج العلمية المعتمدة لهذا التخصص. ويجدر الذكر أنه ومنذ عدد من سنوات قليلة ، وبالتحديد في في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1997م، تجمع عدد من الموسيقيين الغربيين والإيطاليين في مدينة موستارMostar البوسنية لافتتاح مركز بافاروتي الموسيقي Pavarotti Music Centre كأحد مشروعات مؤسسة طفل الحروب War Child، وهي مؤسسة مهتمة بتأسيس المشاريع العلاجية التي تساعد الأطفال على تجاوز الخبرات الأليمة التي يمرون بها خلال الحروب.

ويقوم المركز الجديد بعلاج أطفال البوسنة الذين عانوا من ظروف الحرب من خلال استخدام الموسيقى . فمن المعروف أن مدينة موستار عانت من دمار أثناء الحرب بسبب انقسام بين المسلمين والكروات بعد الحرب.


🌻-- بداياته بالوطن العربي :-

تم افتتاح أول مركز علاج بالمنطقة في مصر عام 1950 حيث تأسس الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى ثم في تونس المعهد الوطني لحماية الطفولة ثم مشروع مركز الشرق الاوسط للعلاج بالموسيقى في الأردن (المصدرجريدة الاتحاد 30\10\2014) وابتداء من عام 2006 أدخلته وطورته الدكتورة حمدة فرحات في لبنان وابتكرت طرقا عدة لعلاج الاكتئاب والقلق والإدمان والأفراط الحركي وسميت طريقتها الطريقة الثلاثية لعلاج آلافراط الحركي ولاقت نجاحا كبيرا كما أنه شكل بديلا فعالا للأدوية ودون عوارض جانبية. منذ العام 2017 بدأ في لبنان الاعداد للعلاج بالموسيقى في مركز الطيونة الطبي بإشراف الدكتورة حمدة فرحات والمتدربين ستعلن أسمائهم في الويكيبيديا عندما يتخرجون كأول دفعة من المعالجين بالموسيقى وبإشراف الاتحاد العالمي للعلاج بالموسيقى ومركزه أميركا.




🌻 فلسفة العلاج بالموسيقى 🌻


وفقاً لمصادر تركية قديمة، تم إنشاء الكون بواسطة كلمة " كن"، أي عن طريق الصوت.


هذا يعني أن الكون بدأ بالصوت. وتم تعزيز فكرة الشعوب التركية عن الطابع الإلهي للصوت بعد اعتناق الإسلام منذ القرن الحادي عشر. وارتبط عدد واختلاف الحروف بالتنوع في الخلق والوجود. وبالتالي، كان يعتقد أن الكلمات هي غطاء الجوهر. ولعبت هذه العلاقة دوراً مهماً في تعزيز الاعتقاد بأن العلاج بالموسيقى قد يعيد تآلف وانسجام المريض، مما يخلق توازناً عاقلاً بين الجسم والعقل والعواطف.

استوعب العلماء المسلمون نظريات القدماء الموسيقية والمعلومات المتعلقة بالموسيقى العلاجية، والتي يمكن إرجاعها إلى المصادر الهلنستية، المستمدة أساساً من المفاهيم والمنظورات السومرية والبابلية والمصرية. بينما تتبع الأتراك المسلمون أفكار الناس القدامى، كونهم جزءاً من المجتمع الإسلامي، وكانوا في الوقت نفسه بمثابة المحول الرئيسي للصينيين والهنديين، وهي أفكار شرقية بعيدة المدى إلى الشرق الأدنى والشرق الأوسط وخاصةً في الأناضول، وفي الوقت نفسه تقديم مفاهيمهم الأصلية لتقليد العلاج بالموسيقى في آسيا الوسطى. والتي انعكست بشكل خاص في الطقوس الصوفية.

إن النظرية القديمة للأعداد والانسجام في المجالات، أي حركة النجوم، وخصائصها الجوهرية، وتأثيرها على البشرية، انعكست على مخطط الموسيقى الكونية للنظرية الإسلامية، ومن ثم نظرية الموسيقى العثمانية.

طورت نظرية الأعداد المعبر عنها بالمصطلحات الموسيقية بواسطة فيثاغورس، التي تأثرت بالتنجيم البابلي. كان يعتقد أن الأصوات غير المسموعة التي تنتجها حركة الأجرام السماوية، والتي تسمى "تناغم الأجسام"، تعبر عن التناغم الرياضي للعالم الكلي. وبالتالي، كان يعتقد أن وسائط أو تسلسل النوتات الموسيقية لها معنى رياضي.

"البحث عن العقل والمنطق الفكري في العلاج بالموسيقى يعتمد على فكرة أن الإنسان كان جزءاً من الانسجام الكوني".

تماماً كما كان يعتقد أن الأجرام السماوية لها نظائر في جسم الإنسان، كان من المفترض أن تؤثر الاهتزازات الصوتية التي تعكس الأجسام السماوية أيضاً على جزء مريض من الجسم، لتحقيق الانسجام بين الجسد والروح فتؤدي إلى الشفاء.



🌻 تطبيق العلاج بالموسيقى :-


كما وصلنا من كتاب الرحلات (1664) لإيفيليا تشيلي وتعديل المزاج من قبل الطبيب شوري (ت. 1693)، كان العلاج بالموسيقى من خلال الاستماع ؛ لم يمارس العلاج بالموسيقى في المستشفيات العثمانية كعلاقة فردية، لكن مجموعة من المرضى استمعوا إلى مجموعة من اللاعبين والمغنين، وهذا على الأرجح يوضح أن العلاج بالموسيقى كان نشاطاً جماعياً. ولكن، إذا كان من المفترض نظرياً أن يختلف تأثيرها من مزاج أو مرض إلى آخر، فيجب أن تمارس على أعضاء من مجموعة من المزاجات أو الأمراض المحددة. فإلى أي درجة تعتمد الممارسة على هذه النظرية؟ هي مسألة مناقشة لم تحل حتى الآن.

لا يوجد وصف لطريقة التطبيق للعلاج بالموسيقى في النصوص التركية ؛ تم تقديم النصائح فقط لعلاج الأمراض، دون أي تفاصيل مثل المسافة بين المريض واللاعب أو المغني. ولم يلاحظ أي شيء في الأعمال الطبية المتعلقة بالمعالج وعلاقته بالمريض، ولم يرد ذكر ما إذا كان المرضى يعزفون على الآلات أم لا.




🌻 الاستخدام المناسب للموسيقى كوسيلة لتطوير الذات :-


لم يتم ملاحظة استجابات المرضى لآثار العلاج بالموسيقى أو في آثارها في المصادر التي شملتها معظم الدراسات، بل حدث في القرن السابع عشر، وصف التخلي عن العلاج بالموسيقى في إحدى المستشفيات، نتيجة اعتباره وسيلة ترفيهية من قبل أولئك الذين أفسدوا قواعد المستشفى وجعلهم يتجاهلون واجباتهم، وقد عكست هذة التوصية موقفاً حرجاً، على الرغم من عدم وجود نقد بشأن نجاح العلاج بالموسيقى. وقد ذهب البعض اليوم بهذه الأدلة كمثال على فشل العلاج بالموسيقى على الرغم من أن قادة الفلاسفة في الإسلام وافقوا على فكرة استخدام الموسيقى للتسلية، بشرط ألا تثير الشهوة.

{( الموسيقى الحزينة تجلب حزن حقيقي, والموسيقي المبهجة تجلب سعادة حقيقية )}

وعلى جانب آخر لاحظ الفيلسوف، الطبيب والصوفي، أن بعض صيغ الموسيقى سعيدة، وأن البعض الآخر له تأثيرات حزينة، ولذا يجب أن تكون الموسيقى وسيلة لتطوير شخصية مثالية. حيث أن تحقيق الانسجام بين الفكر والعواطف يمكن أن يقود الإنسان إلى إدراك نفسه. ونذكر أن الفلاسفة القدماء أفلاطون وأرسطو كانوا يعتقدون أن بعض الأنماط الموسيقية تمتلك قيمة أخلاقية وتنتج بعض الآثار على أخلاق المستمع وساعدت في تنمية الشخصية.

بالنسبة للصوفي، جاء التطهير والتنوير من خلال القلب. تم وصف القلب بأنه العضو الأكثر فضيلة والمركز الرمزي لوجود الإنسان وتم قبول الشعور بالحب من خلال القلب كمفتاح للوعي بوجود الخالق. كان هذا مقاربة تعليمية للموسيقى. استخدمت الموسيقى الصوفية كوسيلة للتدريب لتحقيق الكمال المثالي، مما يعني أيضاً أن تصبح متناغماً مع الذات. وكان يعتقد أن كل خصائص الكون قد منحت للإنسان من قبل الخالق. لذلك، كان الهدف النهائي للموسيقى هو تحقيق حرية الذات، حتى تصل روحها إلى الأصل الإلهي.


🌻-- هل العلاج بالموسيقي حقيقة أم وهم ؟

للموسيقى تأثير على دماغ الإنسان ونفسيته.. لكن هل تنفع في علاجنا فعلاً؟ إليكم ما يكشفه العلماء وأهل الموسيقى.

وَقْع إشراقات الموسيقى يتضاعف في زمننا هذا، ويعلو تأثيرها بتوسّعٍ وازدياد عربياً وعالمياً وكونياً، على اعتبارها أساساً وأصلاً عصباً إبداعياً حيوياً وتعبيراً دينامياً ضرورياً إنْ على مستوى الإنتاج أو على صعيد التلقّي، وانطلاقاً من أنّ الدماغ البشريّ يحتاج إليها راهناً ودائماً عموماً حتماً، وفي الأزمات والمآزق والصِّعَاب على وجه الخصوص.

إضافةً إلى نواحيها الجماليّة ومساحاتها التي تُفْتِن عبرها وتؤجّج المشاعر، تُسهم الموسيقى في تحقيق توازُن الإنسان سايكولوجياً، وفي بلوغه سلامه الداخليّ في بعض الأوقات، وفي تقويته وإلهامه وتنويره ومُساعدته على المواجهة والتحدّي.

لا يمكن لأحدٍ اليوم في ظلّ تطوّر العلوم والمعارف عدم الاعتراف بالموسيقى على اعتبارها علاجاً مُغايراً مُسانداً للعلاجات الأساسية الأخرى في إطار ما يُعرَف بالـ Musicothérapie.

العلاج بالموسيقى يساعد ويدعم الناس على الصُّعُد الجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية. تُلامِس الموسيقى الوعي واللاوعي معاً عند الإنسان.

لا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أنّ الموسيقى تنشّط منطقةً مُعيّنة في الدماغ مَعْنِيّة بالحركة والتخطيط والانتباه والتعلُّم والذاكرة. كذلك تحضّ الموسيقى دماغ الإنسان على إطلاق مادّة كيميائية تُعرَف بالدوبامين Dopamine، عِلماً بأنّ هورمون الدوبامين يُحسِّن المزاج ويُخفِّض القلق، ويُحفِّز أيضاً المتعة والفرح والدافِع.


في تصريحه لــ الميادين الثقافية يؤكّد الطبيب اللبناني المُتخصِّص في أمراض الدماغ والجهاز العصبي رمزي أنيس هلال أنّ "الموسيقى علاجٌ فعَّال للجهاز العصبي"، مشيراً إلى أنّ "الطاقة الدماغية تتأثّر سلباً أو إيجاباً بالموسيقى بحسب الـ"هرتز" Hz، وتزيد الموسيقى أو تُخفِّف من إفراز المواد الكيميائية التي تتحكَّم في عمل الدماغ والأعصاب والمشاعر والحال النفسية".

في هذا الإطار يكشف الدكتور هلال أنّ "ترجمة الموسيقى إلى حركات الجسم تُعَدُّ من أهم العلاجات لتأخير الشيخوخة".

أما من زاوية العلوم الموسيقية:- فيقول الفنان اللبناني والعالِم الموسيقي Musicologist الدكتور هياف ياسين في حديث مع الميادين الثقافية: "قد لا يختلف إثنان على التأثير القويّ للموسيقى أو لأيّة مادّة سمعية على خلايا الإنسان العصبية، فتنعكس فوراً على نفسيّته وعلى طريقة تفكيره، إلا أنّ السؤال الذي قد يُراوِد الأكثرية هو: هل حقاً يستطيع الإنسان أن يقوم بتعويض نُقصانه النفسيّ، فيُغيِّر طباعه من خلال الاستماع إلى أنماطٍ موسيقيةٍ مُعيّنة؟".

يجيب ياسين:-
"أشار إلى الفكرة هذه كثيرون تاريخياً، نذكر على سبيل المثال لا الحصر الفيلسوف الشهير الكندي في معرض حديثه عن "القول في النّغم" (رسالة الكندي في اللحون والنغم)، حيث ردّ ذلك الأثر إلى نوع البنية أي الهيكلية اللحنية، وأعطاها طابعاً إنسانياً جنسياً إذ قال: "فالوسطى: نغمة رطبة ليّنة رخيمة مؤنّثة، والبُنْصر: نغمة يابسة خشنة جزلة مذكّرة"؛ ويقصد بذلك أنّ مسافة "الثالثة الصغيرة" هي الوسطى الأنثى، أمّا مسافة "الثالثة الكبيرة"، فهي البُنْصر المُذكّر؛ واستناداً إلى هذا الطرح يمكن الاستنتاج أنّ "الثالثة المُتوسِّطة" (المسافة الموجودة بين نوعي الثّالثات) قد تكون هي الأكثر اعتدالاً في أثرها على النفس البشرية".

ويضيف:-
"نجد هذه الحالات الثلاث أو شبيهاتها في معرض القصّة الأسطورية عن الفارابي؛ عندما مرّ بقومٍ وعزفَ فضحكوا، ثمّ غيَّرَ العزف فبكوا، ثمّ عزف بشكلٍ مختلف فناموا في سُباتهم! كأنّ مدلول القصّة فيه إشارة إلى ثلاثة طباع بشريّة قويّة هي: طابع البَسْط (أي المسافة الذكوريّة عن الكندي)، طابع القبض (أي المسافة الأنثويّة) طابع الهدوء (أي المسافة المُعتدلة): وهذا ما يتوافق مع حركات القلب المُتعاقِبة: بسطٌ فقبضٌ فهدوءٌ. هذه الطّباع مرتبطة ببُنى لحنية مُعيّنة، لذلك من المُفيد القول إنّه في حال نُقصان طابعٍ ما عند أحدهم، وجب إسقاؤه جرعة سمعيّة من تلك البنية اللحنيّة الناقِصة فتُعيد إليه توازنه النفسيّ، والعكس بالعكس".


الموسيقى، حتى خارج إطار العلاج العلميّ، بمثابة هواءٍ هامّ جداً في عملية "التنفُّس" النفْسيّ، والترفيه والتلطيف والتنفيس عن الهموم، وهي بَرْقٌ يلتمع حضارياً ويُضيء ويُنبىء من دون أدنى رَيْب.

من جهةٍ أخرى، ثمّة اعتقاد نسبي حتى الآن على الأقل أنّ الـ battements binauraux أو Binaural beats (لا ترجمة حرفية لها بالعربية) ثؤثّر في أُطُر تقديمها الحديث بشكلٍ إيجابي وفعّالٍ على الصحة وتساعد على الاسترخاء وتحضّ على توازن "الشاكْرات"Chakras أي "المراكز الروحية "أو "نقاط اتصال قنوات الطاقة"، التي يمكن تحديد موقعها في جسد الإنسان. الأمثلة على ذلك متوافرة بتنوّعٍ في الفضاء الإلكتروني.


الموسيقية مي إسكندر شديد الحائزة ماجيستيراً في "العلاج بالموسيقى" على الرغم من أنها لا تمارس المهنة راهناً، تقول ارتكازاً على معرفتها النظرية الأكاديمية في حديثٍ إن "لا معالجة بالموسيقى بمعزل عن العلاج النفسي، لأنّ العلاج بالموسيقى تخصُّصٌ يُزاوِج بين عِلم النفس ومعارف موسيقية، ولا بدّ للذي يرغب في تلقّي العلاج من أن يحبّ الموسيقى وأن تعني له، مُتقبّلاً بالتالي العلاج".

وتقول شديد أيضاً إنه "لا يمكن الانطلاق من فكرة شفاء تام، بل من تحسين حال الشخص ومُعالجته بحسب حاله. فالموسيقى مجازاً تفتح أنبوباً مقفلاً للتعبير وتفكّ الانسدادات Blocages، وثمة حالات تتمّ الاستعانة فيها بتردُّدٍ مُعيَّن Fréquence لمحاولة العلاج من الإدمان على سبيل المثال".

وتقول شديد أيضاً إنه "لا يمكن الانطلاق من فكرة شفاء تام، بل من تحسين حال الشخص ومُعالجته بحسب حاله. فالموسيقى مجازاً تفتح أنبوباً مقفلاً للتعبير وتفكّ الانسدادات Blocages، وثمة حالات تتمّ الاستعانة فيها بتردُّدٍ مُعيَّن Fréquence لمحاولة العلاج من الإدمان على سبيل المثال".

المُثير للدهشة أنّ بعض التجارب والدراسات أظهرت أنّ الدماغ لا يستقبل ذبذبات الموسيقى عن طريق السمع والأذنين فحسب، بل أيضاً عن طريق أعضاء أخرى مثل الجلد والعظام! إلى هذه الدرجة تكون الموسيقى نفَّاذة وذات سطوة في مُلامستها الأعماق والأغوار، ولا غرابة بالتالي وبناءً على ذلك في عَدِّها ضمن ما ينعطف ويميل إليه الإنسان بصورةٍ تلقائيةٍ وطبيعيةٍ وما يُلحّ عليه غالباً.


{( الموسيقى تعالج الأمراض النفسية و الإصابات الدماغية )}

{( الموسيقي الصاخبة تثقل عقل المراهقين )}

{( الموسيقى الحزينة تجلب حزن حقيقيوالموسيقي المبهجة تجلب سعادة حقيقية )}

{( الموسيقي تعالج من الإكتئاب والقلق, وتساعد فى تطوير الذات وتحسين المزاج والتفكير والإبداع والتركيز )}


كخلاصة لكل ما سبق، على المرء أن يخصص جزءاً من أوقاته لسماع الموسيقى الراقية، لما لها من مزايا وفوائد متعددة. فهي إضافة إلى دورها المساعد في العلاجات النفسية والجسدية، تحسن طريقة العيش وتشجع على حب التجدد والذوق السليم، كما أنها تخفف من الضغط اليومي والهموم والأحزان، وتحسن مستوى الذكاء التفاعلي لدى الفرد من خلال تحفيز سرعة البديهة لديه. فالموسيقى هي أقدر الفنون على خدمة الإنسان وتحسين علاقته بنفسه وبالآخرين، كما أنها قادرة على خدمة القضايا الإنسانية كالسلام والديمقراطية والتقدم وغيرها، المهم أن نحسن الاختيار...


🌻 هل العلاج بالموسيقي فعال؟ 🌻


تساعدنا الموسيقى على الخروج من حالة نفسية سيئة إلى الشعور بالتحسن، ولذلك فهي ليست مجرد وسيلة للتسلية؛ فالأطباء يستخدمونها في العلاج النفسي والجسدي.

فالعلاج بالموسيقى هو نوع من أنواع العلاج التعبيري بالفنون، والذي يستخدم لتعزيز الصحة الجسمانية والنفسية والتواصل الاجتماعي للأفراد، بحسب موقع «Good Therapy».

يشتمل العلاج بالموسيقى على مجموعة من الأنشطة وهي الاستماع والغناء والعزف على آلة موسيقية.

ويمارس العلاج بالموسيقى بواسطة المعالج النفسي المتخصص والذي عادة ما يتواجد في المستشفيات أو المصحات النفسية أو مراكز إعادة التأهيل.


من الذي يستفيد من العلاج بالموسيقى؟


يستخدم العلاج بالموسيقى في عدد من الأمراض الجسدية والنفسية، خصوصًا عندما لا يستطيع المريض التعبير عن نفسه باستخدام الكلمات، فتصبح الموسيقى هي اللغة التي يخرج من خلالها أفكاره ومشاعره.

ومن ضمن الأمراض التي تعالجها الموسيقى:-

  • - الاكتئاب
  • - التقلبات المزاجية
  • - الفصام أوالشيزوفرينيا
  • - الإدمان
  • - التوحد.
  • - اضطرابات الشخصية
  • - الأرق
  • - المرض العقلي.

ووفقا لموقع رابطة العلاج بالموسيقى الأمريكية «Music Therapy»، فإنها تعمل على تحسين أعراض أخرى مثل:-

  • - الضغط الصعبي
  • - تخفيف الألم
  • - التعبير عن المشاعر
  • - تعزيز الذاكرة
  • - تحسين التواصل الاجتماعي
  • - إعادة التأهيل البدني

ماذا يحدث في جلسة العلاج بالموسيقى؟


تتم جلسة العلاج بالموسيقى بواسطة الطبيب أو المعالج النفسي المختص، وقد تكون جلسة فردية بين المعالج والمريض أو جلسة جماعية بين مجموعة من المرضى.

ويمارس فيها الشخص عددا من الأنشطة التفاعلية، مثل الغناء والعزف على الآلة الموسيقية أو تأليف الألحان أو الكلمات بشكل ارتجالي؛ أو الاستماع للموسيقى والتجاوب معها بالرقص أو بتحليل الكلمات.

تصبح هذه الممارسات عبارة عن مقدمة فقط يخرج من خلالها المريض مشاعره المخزونة، التي سيناقشها فيما بعد مع المعالج النفسي.

نوعية الموسيقى يمكن أن يختارها الطبيب المعالج أو الأشخاص، لكن المعالج هو من سيحدد الجو العام الموسيقى وكلمات الأغاني ومدة الاستماع طبقا لما يحتاجه البرنامج العلاجي والحالة النفسية للمريض.

بعد الاستماع تأتي مرحلة كتابة كلمات الأغاني، وقد يُطلب من المريض كتابة أغنية من الصفر أو تعديل بعض الجمل أو الكلمات في الأغنية لتناسب ما يشعر به، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة النقاش في هذه المشاعر مع المعالج النفسي.

من الممكن استخدام أي نوع من الموسيقى في الجلسات العلاجية، ولكن ليست كل الأنواع تناسب المريض، فهو الذي يحدد ما نوع الموسيقى الذي يشعر معه بالتحسن.


ما مدى فاعلية العلاج بالموسيقى؟


هناك الكثير من النتائج الإيجابية للعلاج بالموسيقى، ويضرب موقع «Good Therapy» بعض الأمثلة في:-


  • - عندما يعاني أحد الاشخاص من صعوبة في النطق بعد إصابته بجلطة، فإن غناء بعض الكلمات أو الجمل القصيرة سيعزز مهارات الكلام لديه مرة أخرى.
  • - الشخص الذي لديه ضعف في المهارات الحركية قد يطور من مهاراته بالعزف على البيانو أو الطبل.
  • - كما أن الاستماع لإيقاع الموسيقى يساعد هؤلاء الأشخاص على متابعة حركاتهم وتنسيقها.
  • - المعالج النفسي قد يطلب من طفل يعاني من التوحد أن يستمع لمقطوعة موسيقية ويحاول استنتاج ما يشعر به مؤلف المقطوعة.
  • - هذا التدريب يجعل الطفل قادرا فيما بعد على توقع ما يشعر به الآخرون ويحسن من تواصلهم مع الآخر.
  • - من يفتقد لمهارات التواصل مع الآخرين فإن مجموعة لعب الطبل قد تعزز لديه مهارات التواصل مع الآخرين.
  • - تساعد الموسيقى من يعانون من اضطرابات القلق النفسي على الحصول على بعض الاسترخاء والتعبير عن مشاعرهم.


هل يكفي العلاج بالموسيقى وحده؟


رغم أن العلاج بالموسيقى قد أثبت فاعليته في تحسين بعض الأعراض، لكنه لا يكفي وحدة لعلاج الأمراض الجسدية أو النفسية.

بل يلزم أن يصاحبه برنامج علاجي للمرض الأساسي الذي يعاني منه هذا الشخص، سواء أكان علاجا نفسيا أو جسديا أو دوائيا.


🌻{( طرق العلاج بالموسيقي )}🌻


يعتمد العلاج القائم على الموسيقى على طريقتين أساسيتين: 

1- الطريقة “المستقبلة” القائمة على الاستماع:-

 غالبًا ما يُستخدم العلاج الموسيقي “الاسترخائي” الاستباقي الأول في علاج القلق والاكتئاب والاضطرابات المعرفية. 

2- الطريقة “النشطة” القائمة على العزف على الآلات الموسيقية:-

 يستخدم العلاج الموسيقي “التحليلي” الاستباقي كوسيلة للعلاج النفسي “التحليلي” . ويتضمَّن “الطب الموسيقي” بشكل عام الاستماع السلبي للموسيقى المسجلة مسبقًا التي يقدمها الطاقم الطبي.


🌲-- طرق متخصصة للعلاج بالموسيقي :-


1- طريقة Bonny:-

 يتضمّن النهج الصور الموجهة مع الموسيقى. مع إضافة الموسيقى، حيث يُركّز فيها المريض على صورة يتم استخدامها كنقطة بداية للتفكير في أي مشاكل ذات صلة ومناقشتها. وتلعب الموسيقى دورًا أساسيًا في العلاج وقد يُطلق عليها “المعالج المساعد”، كما تؤثر احتياجات وأهداف المريض الفردية على الموسيقى التي يتم اختيارها للدورة. 

2- طريقة Dalcroze Eurythmics:-

 هي طريقة تستخدم لتعليم الموسيقى للطلاب والتي يمكن استخدامها أيضًا كشكل من أشكال العلاج. وتركز هذه الطريقة على الإيقاع والبنية والتعبير عن الحركة في عملية التعلم؛ لأن هذه الطريقة مناسبة لتحسين الوعي الجسدي، فهي تساعد المرضى الذين يعانون من صعوبات حركية بشكل كبير. وهي تنطوي على استخدام الإيقاع والتدوين والتسلسل والحركة لمساعدة المريض على التعلم والشفاء. وتم العثور على هذه الطريقة لتحسين التجويد والإيقاع ومحو الأمية الموسيقية، كما أن له تأثيرًا إيجابيًا على الوظيفة الإدراكية وتكوين المفاهيم والمهارات الحركية وأداء التعلم في بيئة علاجية. 

3- طريقة العلاج بالموسيقى العصبية:-

 يعتمد العلاج بالموسيقى العصبية على علم الأعصاب، حيث تم تطويره بالنظر إلى إدراك وإنتاج الموسيقى وتأثيرها على وظيفة الدماغ والسلوكيات، حيث يستخدم الاختلاف داخل الدماغ سواء مع الموسيقى أو بدونها ويتلاعب بها من أجل إثارة تغييرات الدماغ التي تؤثر على المريض. وتم الادعاء بأن هذا النوع من العلاج بالموسيقى يُغيّر ويُطوّر الدماغ من خلال الانخراط مع الموسيقى. وهذا له آثار على تدريب الاستجابات الحركية، مثل النقر على الموسيقى، كما يمكن استخدامه في تطوير المهارات الحركية.


🌻{( أشكال العلاج بالموسيقي )}🌻



فهناك شكلان رئيسيان للعلاج بالموسيقى:-

(1ِ) العلاج الفردى بالموسيقى individual music therapy


فياخذ العلاج الفردى بالموسيقى شكل التفاعل بين المعالج والفرد المريض فيقوم بتعديل استجابات المريض وانماط سلوكه فى اطار الخبرات الشخصية الفردية للمريض.


(2) العلاج الجماعى بالموسيقى group music therapy


فياخذ العلاج بالموسيقى ِكل التفاعل الجماعى سواء كان غناء او عزفا جماعيا او كلاهما معا مما يقرب بين المشاركين فى مشكلاتهم واضطراباتهم وتنشيط حياتهم العقلية والانفعالية.

🌻{( أنواع العلاج بالموسيقي )}🌻



(1) العلاج والاستمتاع الموسيقى.

(2) العلاج بالخلفية الموسيقية.

(3) العلاج بالتأمل الموسيقى.

(4ِِِ) الإسترخاء مع الموسيقى الهادئة.

(5ِِِ) العلاج بالعزف الموسيقى.

(6) العلاج بالأداء الغنائى والمناقشة.

(7) العلاج بالتعبير الحركى.

(8) العلاج بالموسيقى مندمج مع طرق العلاج النفسى.

فالعلاج بالموسيقى هو الاسلوب الذى تم الاستعانة به فى برنامج التدريب المقترح حيث يفيد العزف على الالات الموسيقية للاطفال بشكل عام وخاصة الطفل المعاق وكذلك الطفل الذاتوى فى نسبة ادراكه الحسى ومهاراته الحركية ونشاطه العصبى والمعرفى.


🌻{( أساليب العلاج بالموسيقي )}🌻


(1)-- العلاج بالموسيقي التحسيني Improvisational Music Therapy :-

إن الدماغ البشري والجهاز العصبي متماسكان لتمييز الموسيقى عن الضوضاء والاستجابة للإيقاع، كذلك التكرار والنغمات والألحان. كما تشير مجموعة متنوعة من الدراسات إلى أن الموسيقى قد تعزز صحة الإنسان وأداؤه. وهناك العديد من الأبحاث المثيرة للاهتمام حول الطرق العديدة التي قد يؤثر فيها الاستماع إلى الموسيقى على الأداء العقلي والبدني.

ومنه أسلوب نوردوف روبينز Nordoff - Robbins وأساليب أخرى تعتمد على تحفيز ردود أفعال المريض على كافة المستويات.

&-- دور العلاج بالموسيقي في تحسين الأداء :-

💫- زيادة الإبداع :-

تُشير العديد من الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى “السعيدة” يمكن أن يُحفّز التفكير الإبداعي والمبتكر. ولكن بشكل عام، فإن الموسيقى هي مُنشّطة وإيجابية للمستمع.

💫- زيادة التركيز :-

هناك أدلة تشير إلى أن الموسيقى تعزز قدرة الدماغ على التركيز والإنتاج، لكن العلم أبعد ما يكون عن كونه نهائيًا، وتبدو آثار الموسيقى على التركيز والإنتاجية فردية للغاية، فما يصلح لشخص ما قد لا يعمل بشكل جيّد مع الآخرين. وهناك بعض الإرشادات الأساسية حول تجنب الموسيقى باستخدام كلمات الأغاني، إذا كنت تحاول التركيز على مهمة تستخدم اللغة، يجب عليك ألّا تلعب الموسيقى بصوت عالٍ جداً وتأكد من اختيار الموسيقى التي تعجبك، لكن ليس كثيرًا بحيث يصرفك عن مهمتك.

💫- القدرة على التحمل والأداء البدني :-

تظهر الدراسات إلى أن الموسيقى يمكن أن تساعدنا على زيادة جهدنا وقدرتنا على التحمل أثناء التمرين، كما أن الاستماع إلى الموسيقى يجعل التدريبات القوية أكثر متعة وقد يجعلنا أكثر تماسكًا بها. وربما لا تبحث عن الموسيقى البطيئة عندما تمارس الرياضة. فبدلاً من ذلك، اختر موسيقى تحفيزية عالية الطاقة، مع إيقاع قوي وثابت.

💫- تحسين المزاج والحالة النفسية :-

يمكن للموسيقى المشرقة والمبهجة أن تجعل الناس من جميع الأعمار يشعرون بالسعادة والحيوية واليقظة، وللموسيقى دور في رفع مزاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض الاكتئاب. وذكرت مراجعة موثوقة للبحوث أنه في العديد من تجارب، قلل العلاج بالموسيقى من أعراض الاكتئاب، كذلك وجدت دراسة أجريت على 60 شخصًا بالغًا يعانون من آلام مزمنة أن الموسيقى قادرة على تقليل الألم والاكتئاب والإعاقة، كما أن الاسترخاء بمساعدة الموسيقى يمكن أن يُحسّن نوعية النوم لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم. 

والعلاج بالموسيقى معترف به كعلاج فعّال لعدد من حالات الصحة العقلية والصحة البدنية، حيث يتم استخدامه بانتظام في العيادات ودور التمريض والمدارس والمستشفيات ومرافق الضيافة؛ لمساعدة المرضى على تهدئة العقل والجسم.

 

(2)-- الغناء والمناقشة Singing and Discussion :-

ويعتمد على تحفيز المريض للاستجابة للمقطوعات الشعرية والموسيقية ، عن طريق ترك الشخص يعبر عن الأفكار والمشاعر التي استثارتها فيه هذه المقطوعات . ويستخدم هذا الأسلوب في العلاج النفسي، وفي علاج مشكلات المراهقين وكبار السن.


(3)-- الوصف التصويري والموسيقى الموجهة Guided Imagery and Music (GIM) :-

ويعتمد هذا الأسلوب على الاستماع للموسيقى الكلاسيكية على أن يكون فى وضع الاسترخاء العقلي والجسدي . ويساعد ذلك الشخص على تحفيز الوصف التصويري لديه وذلك بهدف الوصول للواقع الذاتي .


(4)-- أسلوب أورف شولفيرك السريري Clinical Orff Schulwerk (COS) :-

يعتمد هذا الأسلوب العلاجى على استخدام الحركة والإيقاع والأصوات واللغة والتعبير الموسيقي في إطار جماعي . ويستخدم هذا الأسلوب للمساعدة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية فى التغلب على اعاقتهم .


(5)-- التدخل الإيقاعي الإفضائي Rythmic Entrainment Intervention (REI) :-

ويعتمد على تحفيز الجهاز العصبي المركزي للمساعدة في التحسين السلوكي والمعرفي طويل المدى في الأشخاص الذين يعانون من اختلالات عصبية – بيولوجية ، وهو عبارة عن برنامج علاجي موسيقي يستخدم أنماطًا إيقاعية معقَّدة لهذا الغرض .


🌻هل العلاج بالموسيقى الحل الأمثل لحالتك؟🌻

لطالما ارتبطت الموسيقى بالمشاعر فيمكنك بمجرد سماعها أن تشعر بالحزن أو الفرح أو كافة هذه المشاعر مجتمعة، تعرف على أبرز المعلومات حول العلاج بالموسيقى فيما يأتي.

أيًا كان نوع الموسيقى التي يفضلها الشخص قد يحتاج إليها في يوم من الأيام لغرض يتجاوز مجرد الاستماع التذوقي، مثل: الشفاء من حالة مرضية باستخدام الموسيقى.


في الاتي أبرز المعلومات عن العلاج بالموسيقى:-


يعد العلاج بالموسيقى أحد أقدم أنواع العلاج الموجود في العالم، ويقوم بتطبيقه مجموعة من الأخصائيين الذين درسوا الموسيقى واحترفوها، حيث تعمل الموسيقى على تحفيز العقل والجسد على الاسترخاء أو استحضار مشاعر وأفكار معينة والمساهمة في مواجهتها.

يستند هؤلاء المعالجون إلى خبرتهم في الموسيقى ومعرفتهم الواسعة بأنواع الالات الموسيقية المختلفة ليتوصلوا بعد معاينة الشخص إلى النوع الذي يناسبه من الموسيقى خلال مراحل العلاج، كما أنهم يحرصون على استخدام بعض المقطوعات الموسيقية المفضلة للشخص نفسه.

يقوم المعالج في بعض الجلسات بعزف الموسيقى للمريض، وقد يقوم المعالج بتعليم متلقي العلاج كيفية العزف على الة ما.

لكن من الجدير بذكره أن هذا النوع من العلاج قد لا يكون له أثر واضح عند الجميع، كما أنه ما زال هناك الحاجة إلى إجراء العديد من الدراسات لدعمه.



🌻 الحالات الطبية التي تساعد الموسيقى في علاجها 🌻


تشمل حالات العلاج بالموسيقى ما يأتي:-

1. تأثير جيد في العمليات الدقيقة:-

أجريت إحدى التجارب على مرضى سيقومون بإجراء عمليات صعبة أو خطيرة، مثل: تصوير أوعية القلب، أو جراحة الركبة، حيث جاءت نتائج تجارب عديدة لتفيد الاتي:-

المريض الذي استمع للموسيقى قبل دخول غرفة العمليات كان أكثر هدوءًا وأقل توترًا من باقي المرضى.
المريض الذي استمع إلى الموسيقى داخل غرفة العمليات كان مسترخيًا، ولم يكن بحاجة إلى جرعات عالية من التخدير.
المريض الذي استمع إلى الموسيقى بعد إجراء العملية لم يكن بحاجة إلى الكثير من مسكنات الألم القوية.


2. استعادة النطق :-

تساعد الموسيقى المرضى الذين تعرضوا لإصابات في الرأس أو لسكتة دماغية أدت إلى فقدانهم لحاسة النطق التي تقع في الفص الأيسر من المخ، إذ يعد الجزء الأيمن من المخ هو المسوؤل عن القدرة على الغناء.

لذلك يستعين الأطباء بالموسيقى حتى يبدأ الجانب الأيمن من المخ بالتنبه للموسيقى والكلمات، ويبدأ في محاولة إرسال إشارة إلى الجزء الأيسر منه، والذي يرسل بدوره إشارات للسان للغناء والتفاعل مع الموسيقى تدريجيًا.

بعد أن يتعرف في البداية على اللحن رويدًا رويدًا قد يستطيع المريض أن يصل إلى مرحلة يستعيد فيها نطقه وبشكل كامل.


3. التخفيف من ألم مرضى الإيدز :-

تم الاستعانة بالموسيقى لتخفيف ألم مرضى الإيدز في اختبار طبق على مجموعة من المرضى الذين يشعرون بألم شديد ومنهم من كان يشعر بألم دائم.

وأثبتت النتائج أن الاستماع إلى بعض المقطوعات الموسيقية قد خفف من شعورهم بالألم، وساعد على التقليل من الاكتئاب لديهم، وأعطى المرضى شعورًا بقدرتهم على تحمل ألمهم.


4. تحسين جودة الحياة لمرضى الخرف :-

تعد الموسيقى إحدى الوسائل للتفاعل مع مرضى الخرف، فالعلاج بالموسيقى يساعدهم على استحضار بعض الذكريات والمواقف والمشاعر، ويقلل من شعورهم بالضيق والتوتر ويرمم الفجوة بينهم وبين الناس حيث تساعدهم على التواصل بطريقة أسهل.


5. تقليل الاثار الجانبية لعلاج السرطان :-

يقلل الاستماع إلى الموسيقى التوتر والقلق الناتج عن العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع، بالإضافة إلى أن الموسيقى تساعد في تهدئة الجسم والتخفيف من الاثار الجانبية لعلاج السرطان، مثل: الشعور بالقيء والغثيان.


6. تخفيف أعراض مرض التوحد :-


يعد مرض التوحد من الأمراض التي تصيب الدماغ، والشخص المصاب به يعاني من بعض الصعوبات في التعامل مع العالم الخارجي والتواصل مع الناس و الانخراط في الأنشطة، كما يميل المريض لتكرار بعض التصرفات والسلوكيات.


أظهرت إحدى التجارب أن مرضى التوحد يتفاعلون بنسبة كبيرة مع الموسيقى فقد يساعدهم الاستماع إلى الأغاني والموسيقى على تطوير بعض المهارات اللفظية أو الفعلية ومساعدتهم على تنمية إدراكهم عمومًا.
كيف تدار جلسة العلاج بالموسيقى؟


🌻 مراحل العلاج بالموسيقي 🌻


&-- تنقسم مرحلة العلاج إلى مجموعتين من الجلسات التي يتلقاها المريض خلال مرحلة العلاج بالموسيقى بأكملها، وهما:-

1. جلسة تفاعلية وتشاركية :-

يقوم المريض في هذه الجلسة بعزف الموسيقى أو الغناء أو تأليف مقطوعات موسيقية جديدة أو ارتجال بعض الأغاني وكتابة كلماتها وتلحينها، وهي طريقة للتعبير عن مشاعره وأفكاره التي يقوم المعالج بمناقشتها معه فيما بعد.


2. جلسة استماع أو تلقي :-

يقوم المريض في هذه الجلسة بالاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني التي يختارها المعالج، بحيث تكو ن مناسبة لحالة المريض النفسية والجسدية وقادرة على تحقيق الهدف المنشود.

كما يمكن للمريض أن يرقص على أنغام الموسيقى التي يستمع إليها، أو يقوم بارتجال كلمات جديدة على اللحن الأصلي لتعبر عن مشاعره أثناء الجلسة.


🌻 كيف يختار المعالجين الموسيقى أثناء الجلسة؟ 

يقوم المعالج باختيار المقطوعة الموسيقية وفقًا لمعايير منظمة أيزو ((ISO) International organization for standardization) التي أقرت أن المقطوعة الموسيقية يجب أن تكون مناسبة لحالة المريض النفسية والجسدية، وأن يحرص المعالج على مراجعة كلمات الأغاني بعناية قبل أن يعرضها على المتلقي حتى تكون نتائج الجلسة مضمونة.



🌻-- ما هي المتطلبات اللازمة لمهنة العلاج بالموسيقى؟


جمعية العلاج بالموسيقى الأمريكية (AMTA (American Music Therapy Association تدعم موضوع العلاج بالموسيقى، وتشجع جهود الأفراد الذين يشتركون في صنع الموسيقى، فالعلاج بالموسيقى هو عملية مهنية وانضباط قائم على بحوث وعلوم وتجارب إبداعية وعاطفية، لكن لكي يمارس المعالجون الموسيقيون هذه المهنة يجب أن يكونوا حاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى من ذلك في العلاج بالموسيقى، من واحدة من 72 كلية وجامعة معترف بها من قبل الـAMTA مع 1200 ساعة تدريب، أو حاصل على شهادة من أحد معاهد المعالجة الموسيقية.

كذلك يتطلب الحصول على درجة العلاج بالموسيقى معرفة في علم النفس والطب والموسيقى، فعلى المعالجين استخدام الخبرات الموسيقية مثل الارتجال، الاستماع، الغناء؛ لتحقيق أهداف العلاج وتحسين صحة المرضى في عدة مجالات مثل: الأداء المعرفي، المهارات الحركية، التنمية العاطفية، المهارات الاجتماعية ونوعية الحياة، فيمكن القول: "إن على المعالجين الإلمام بقواعد العلاج النفسي، الصوتيات الموسيقية، نظرية الموسيقى، علم النفس المسموع، معرفة جماليات الموسيقى، التكامل الحسي".

بإمكان المعالجين القيام ببعض الأمور للالتحاق بهذه المهنة أيضاً مثل: العمل مع كبار السن لمعرفة آثار الخرف، كذلك العمل مع الأطفال والكبار لمعرفة بعض الأمراض مثل: نوبات الربو وكيفية علاجها، والعمل مع المرضى في المستشفيات لمعرفة كيفية تخفيف الألم، العمل مع الأطفال المصابين بالتوحد لتحسين قدرة الاتصال، العمل مع الأطفال كثيري الحركة لتحسين النوم وزيادة الوزن، وتأتي هنا مهمة الـAMTA في تعزيز الوعي العام بفوائد العلاج بالموسيقى، وزيادة فرص الحصول على خدمات العلاج بالموسيقى، كما أنها تصدر شهرياً مجلتين علميتين تنشر فيهما الأبحاث في مجال العلاج بالموسيقى.

🌻-- الموسيقى وسيلة بديلة عن العلاج الطبي :-

العلاج بالموسيقى يحسن النتائج الصحية بين المرضى، كذلك الأطفال والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى، فالموسيقى تثير وتنشط الجسم ولا سيما الموسيقى الحية، فاستخدام الموسيقى في الطب يساعد المرضى على التعامل مع الألم وبعض الأمراض الأخرى مثل الزهايمر، فالموسيقى وسيلة لتعزيز نوعية الحياة.

أجرت الباحثة آمي نوفوتني (Amy Novotney) دراسة في جامعة شيكاغو عام 2013، أكدت خلالها أهمية الموسيقى في العلاج، وذكرت خلال دراستها تجربة أقيمت على أطفال حديثي الولادة، فتم إخضاعهم لثلاثة أنواع من الموسيقى، حيث جعلت الموسيقى الأولى دقات القلب تزداد عند الأطفال، في حين أدخلت الموسيقى الثانية الأطفال في حالة من الهدوء، بينما الثالثة جعلتهم ينامون.

🌻-- للموسيقى علاقة في تخفيف الألم :-

ذكرت الباحثة نوفوتني في دراستها الآنفة الذكر تجربة أخرى على المرضى في إحدى المستشفيات، حيث كشفت العلاقة بين الموسيقى وتخفيف الألم، فقد قام الباحثون بإخضاع 42 طفلاً من المرضى للموسيقى، فكانت النتيجة أن ألم الأطفال الذين استمعوا للموسيقى أصبح أخف مقارنة بالأطفال الذين لم يستمعوا للموسيقى، فقوة الشفاء هنا من خلال الاهتزاز.

حيث بينت أن الجسم يقوم بامتصاص الترددات الصوتية، مما يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب والآلام، فالاهتزازات التي تصدر عن الصوت تنتقل مباشرة إلى الجسم، وتقول في هذا المجال الدكتورة ليزا هارتلينغ (Lisa Hartling) أستاذة طب الأطفال في جامعة البرتا: "عزف الموسيقى للأطفال أثناء الإجراءات الطبية المؤلمة هو تدخل بسيط، لكن يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً".

🌻-- الموسيقى مناسبة للحد من التوتر والقلق :-

الترددات الصوتية للموسيقى وإيقاعها وسيلة فعالة لعلاج الأمراض الجسدية، كما أنها وسيلة مناسبة للصحة النفسية، وهذا ما يؤكده دكتور علم النفس دانيال ليفيتين (Daniel J. Levitin) من جامعة ماكجيل في مونتريال، فقد بين في بحث تخرجه "أن الموسيقى تحسن وظيفة الجهاز المناعي وتقلل من الإجهاد".

كما أن الاستماع إلى الموسيقى أكثر فعالية من الأدوية للحد من القلق قبل العمليات الجراحية، كما يقول ليفيتين: "إن الاستماع للموسيقى يعمل على زيادة إنتاج الجسم للخلايا المضادة للفيروسات وزيادة فعالية الجهاز المناعي"، كما يقلل مستويات هرمون الكورتيزول إي هرمون التوتر، "هذه إحدى الأسباب التي تربط الموسيقى بالاسترخاء" على حد تعبير ليفيتين.

🌻--الموسيقى علاج جيد للاكتئاب :-

للموسيقى تأثير كبير على الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وأثبتت هذا الأمر الباحثة أنا ماراتوس في دراسة لها عام 2011 (نُشرت نتائجها في المجلة البريطانية للطب النفسي)، حيث وجدت من خلال الأدلة التي وصلت إليها أن العلاج بالموسيقى يحسن الصحة العقلية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، فالموسيقى يمكن أن تحسن المزاج والأداء للأشخاص المصابين بالاكتئاب، ويعود هذا الأمر إلى المتعة التي تتحقق بالاستماع إلى الموسيقى، لأنها تغري الشخص للانخراط في النغمة.

كما أن العزف على الآلة الموسيقية يتطلب حركة بدنية هادفة، هنا يأتي دور النشاط البدني في تجنب الاكتئاب والتخفيف من آثاره، فسبب العلاج هنا الإحساس بالموسيقى وتجربتها، فلها إحساس داخلي خاص ينقلنا إليها، ما يجعلنا ننصت للمقطوعة وننجر معها حتى النهاية.

🌻-- الموسيقى تقوي العلاقة بين الأم وجنينها :-

العلاج بالموسيقى يمكن أن يلعب دوراً مهماً أثناء الحمل، فالجنين قادر على سماع خطاب الأم، وعلى سماع الغناء والموسيقى، كما أن المتخصصين في الرعاية الصحية قادرون على مراقبة تحركات الجنين بعد استماعه واستجابته للمؤثرات الموسيقية؛ لأن الجنين قادر على التعبير عن احتياجاته في رحم الأم، فخلال فترة الحمل تساعد الموسيقى على تكوين وتعزيز التواصل بين الأم والجنين، والطريقة الأكثر فعالية للتواصل تكون في الغناء والتهويدات، فهي وسيلة رائعة لتعبر الأم من خلالها عن حبها ومشاعرها للجنين، فالطفل يتأقلم على صوت الأم، وهذا يجعله يشعر بالأمان والهدوء الذي كان يشعر به في الرحم بعد ولادته، وهذا ما أكدته أكاديمية شانكار ماهاديفان (Shankar Mahadevan) لتعليم الموسيقى في الهند في مقال لها عام 2014.

🌻-- الموسيقى تخفف من آلام المخاض :-


الاستماع للموسيقى قبل الولادة له فوائد كثيرة، فقبل الولادة تواجه المرأة الحامل مستويات عالية من التوتر والتي تؤثر سلباً على الجنين، هذا يتسبب بإفراز الجسم لهرمون الكورتيزول، الذي يزيد من ضغط الدم ويضعف الجهاز المناعي عند الأم والطفل، مما يزيد منن احتمالية إصابة الطفل في وقت لاحق بالقلق، أو التخلف العقلي، كذلك التوحد والاكتئاب، إذ يستخدم المعالجون هنا الموسيقى أثناءء المخاض كي تشعر المرأة الحامل بالاسترخاء أثناء المخاض.

🌻-- تأثير وفوائد الموسيقى على الحياة اليومية :-


ذكر موقع (MyChild at) أن الكثير منا يعتقد أن مجرد الاستماع للموسيقى يجعلنا نرتاح، إلا أن هناك شيء مادي يحدث لنا، فالموسيقى تمكن الأشخاص من التعبير عن أذواقهم سواء من خلال الأنشطة الموسيقية أو من خلال الاستماع لها فقط، فنحن نستمع للموسيقى لجعل حياتنا أفضل، والمعالجون الموسيقيون مدربون جيداً للقيام بذلك، لكن ما الذي يجعل الموسيقى تؤثر بشكل كبير علينا؟


  • الموسيقى وظيفة أساسية في الدماغ، ويقوم الدماغ بالرد عليها بطريقة علمية، فيستطيع الأطفال الرضع بعد يوم واحد من ولادتهم اكتشاف الاختلافات في الإيقاع، وقد استخدمت الأمهات عبر الثقافات التهويدات والأغاني لتهدئة بكاء الرضيع.

  • أجسادنا تنجذب للموسيقى، فعندما نسير في الشارع ونسمع أغنية ما، قد يدفعنا ذلك لأن نسير على الإيقاع، سبب ذلك أن المدخلات الموسيقية عندما تؤثر على الجهاز العصبي المركزي لدينا عبر العصب السمعي، تذهب بعضها إلى الدماغ للمعالجة، وبعضها الآخر يتجه مباشرةً إلى الأعصاب الحركية في النخاع الشوكي، هذا يجعل عضلاتنا تستجيب للإيقاع، وهذا ما يفسر الرقص على الموسيقى، والكثير من الأشخاص الذين يصابون بجلطة دماغية؛ قد تجعل جسدهم يتوقف عن الحركة، تساعدهم الموسيقى على إعادة تعلم المشي وتطوير قوة الجسد.

  • كل شخص يملك ردود فعل فيسيولوجية للموسيقى، ففي كل مرة يزيد معدل تنفسك، يزيد معه معدل ضربات القلب لديك، أو تشعر بقشعريرة أسفل العمود الفقري عند سماعك لأغنية تؤثر على مشاعرك، هذا يدل على استجابة الجسم الفسيولوجية للموسيقى، لذلك يمكن للمعالجين الموسيقيين استخدام الموسيقى لمساعدة الأشخاص على الاستيقاظ من الغيبوبة أو مساعدتهم على الاسترخاء.

  • الموسيقى تؤثر على عواطفنا، فعندما نستمع إلى قطعة موسيقية معينة قد نشعر بالحزن أو نبتسم، فالموسيقى قادرة على تنظيم العواطف لدينا، لذلك تستخدم الموسيقى علاجياً لتبديل عواطف الشخص من حال إلى آخر.

  • تساعد الموسيقى على زيادة اهتمامنا وانتباهنا، فإن كنا نلهو بشيء ما وسمعنا موسيقى ما أو أحداً يغني، سرعان ما يلفت انتباهنا ويشد وعينا للاستماع والانتباه أكثر.

  • الموسيقى تؤثر على الدوائر العصبية؛ مما يجعلنا نستخدم الكلام والغناء مع الموسيقى، فالاستماع إلى الموسيقى أو الأغنيات مع الكلمات يجعل دوائرنا العصبية تستخدم الكلام لتعبر عنها، يفيد ذلك في مساعدة الأطفال على تعلم التواصل أو تعليمهم التحدث والكلام من جديد بعد إصابتهم بجلطة أو مرض.

  • الموسيقى تعزز التعلم، فمن الممكن أن نحفظ كلمات الأغنية بسهولة، مما يجعل الموسيقى أداة سهلة لتعليم المفاهيم والأفكار والمعلومات، فالموسيقى جهاز ذاكرة فعال، من خلالها يمكن تعلم الكثير من الأشياء.

  • الموسيقى تؤثر على ذاكرتنا، فعندما نستمع أحياناً إلى أغنية ما، نتذكر معها شيئاً فتنقلنا على الفور إلى مكان معين وإلى وقت محدد من حياتنا، فالموسيقى قادرة على تنشيط ذاكرتنا بشكل قوي جداً، كما أن المعالجين الموسيقيين يستخدمون الموسيقى مع كبار السن الذين يعانون من الخرف (الزهايمر) لمساعدتهم على استرجاع ذكرياتهم.


يمكن القول أخيراً... أن الموسيقى أثبتت فعاليتها بشكل كبير في مجال العلاج، إضافة لما ذكرنا هناك العديد من الفوائد الطبية للموسيقى مثل؛ الحد من ارتفاع ضغط الدم والمساعدة على التخلص من الإدمان، كذلك الأمر هناك فوائد عديدة للموسيقى، لكن ليس على الإنسان فحسب بل على باقي الكائنات، فهي تساعد النباتات على النمو، وتساعد بعض المخلوقات على أداء وظائفها بشكل أكبر، مما يعني أن للموسيقى والنغم قدرة كبيرة على إحداث الفارق والتغيير.


🌻 العلاج النفسي بالموسيقي 🌻



يعتمد العلاج النفسي بالموسيقى على تقنيات عدّة، مثل الاستماع إلى الموسيقى والتفكير فيها وتأليفها بهدف تحسين صحة المُراجِع ورفاهيته. يلعب اندماج الفرد مع الألحان التي يسمعها دورًا ملحوظًا في تعزيز قدرته على التعبير عن نفسه بسهولة، وتحديد التجارب المريرة التي خاضها ومن ثم معالجتها، وتطوير المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين والمحيط، والعثور على التحرر العاطفي الذي يبحث عنه.

يُشرف على الجلسات العلاجية اختصاصي مُعتَمد في العلاج بالموسيقى، يعقد جلسات فردية أو ضمن مجموعات. تُذكر أيضًا إمكانية تسخير هذا الأسلوب العلاجي بالتعاون مع أنواع أخرى مع العلاج النفسي أو مع أدوية أخرى.


🌾 متى يُستَخدم؟


يُوظَّف العلاج بالموسيقى في الكثير من الحالات، بصرف النظر عن الشريحة العمرية التي ينتمي إليها المُراجِع، إذ يساعد الأفراد الذين يعانون القلق والاكتئاب والصدمات على معرفة أسباب آلامهم الكامنة والتعبير عنها. يُحسّن هذا النمط العلاجي أيضًا قدرة المصابين بالتوحد على التواصل والاختلاط عبر تكوين علاقة مع المعالج في بيئة مدروسة تُنفَّذ فيها أنشطة محددة. يُطبَّق هذا العلاج أيضًا على المرضى الموجودين في مؤسسات الطب النفسي ومأوى رعاية المحتضرين، ويشمل أيضًا المسؤولين عن تقديم الرعاية الصحية لهم.

لُوحظت فوائد كبيرة يقدمها العلاج بالموسيقى لمرضى آلزهايمر والخرف وتلف الدماغ التالي للسكتة الدماغية ولمرضى الإصابات الدماغية الرضية. تفتح التجارب الموسيقية -وخاصة غناء الأغاني المرتبطة بالماضي- نافذةً للتعبير عن الذات والتعمق في الوعي العاطفي، ما يسمح للمُراجعين مؤقتًا بالتعبير عن أنفسهم، وتعزيز الوعي العاطفي لديهم، وخلق روابط مع أحبائهم.


🌾 ما عليك توقعه من العلاج بالموسيقى؟


بعد التقييم الأولي، سيضع المعالج الخطة العلاجية المناسبة عبر تقنيات تلائم احتياجات المُراجِع الخاصة. تتمثل إحدى الطرق في تأليف الموسيقى، أو عبر ترديد لحن مألوف من الماضي الذي يحن إليه، أو الغناء ضمن فرقة موسيقية، أو الارتجال باستخدام آلات مثل الطبول أو البيانو أو الغيتار.

في ظروف مناسبة تُسمح للمراجع مناقشة تجربته الموسيقية، قد يعمد المعالج إلى سؤاله عن المشاعر أو الذكريات المرتبطة بهذه الموسيقى، أو قد يستمعان معًا إلى أغنية ويناقشان العواطف والذكريات التي تثيرها الأغنية، وفي بعض الحالات، يكتب المراجع أغنيةً ربما تشير إلى شخصية أو صراع في حياته أو تقدم منفذًا للتنفيس الوجداني. قد ينفذ المُراجِع أنواعًا من تمارين التنفس تحت إشراف المعالج، مع سماع الموسيقى أو دونها، للتخلص من التوتر وتهدئة قلقه.

تُمكّن هذه التمارين المعالج والمُراجع من استكشاف العناصر النفسية والعائلية والاجتماعية والثقافية والروحية المكوّنة لعالم الفرد الخاص. يجب التنويه بأن المراجعين لا يحتاجون إلى أي تدريب أو امتلاك موهبة موسيقية؛ لا يركز سير العلاج على المهارات الفنية، بل تُستخدم الموسيقى بمثابة أداة محفزة على التفكير والتواصل.


🌾 ما آلية عمل العلاج النفسي بالموسيقى؟


أدرك البشر تأثير الموسيقى وقدرتها الشفائية منذ زمن بعيد، إذ تُوقظ الموسيقى إحساسًا بدائيًا بالإيقاع الذي نمتلكه جميعًا، أما الشكل الحديث من العلاج النفسي بالموسيقى فلم يبدأ إلا بعد الحرب العالمية الثانية -وفقًا لبيانات الجمعية الأمريكية للعلاج بالموسيقى- إذ زار الموسيقيون المحليون المستشفيات لتقديم عروض موسيقية للمحاربين القدامى، أدت بدورها إلى تحسن ملحوظ من الناحيتين الجسدية والعاطفية لدى الجنود المصابين، ما دفع المستشفيات إلى توظيف موسيقيين محترفين لتقديم عروض لمرضاها.

يستمر استخدام العلاج بالموسيقى في المستشفيات حتى يومنا هذا، ما يمنح المؤسسات الصحية جنديًا إضافيًا في حربها ضد الأمراض والإصابات المتنوعة، عبر مساعدة المرضى على التعامل مع الصدمات العاطفية والألم الجسدي بفاعلية أكبر والشعور بمزيد من الثقة والفرح وتعزيز التواصل مع الآخرين.

يستطيع الأفراد خارج إطار المستشفيات الحصول على هذه الفوائد أيضًا، وأن يوظفوا الموسيقى لتثير عاطفتهم، وتخلق بيئةً حوارية من حولهم، وتسهل تعبيرهم عن أنفسهم، وتخفف الضغط والتوتر.

تجدر الإشارة إلى الفوائد التي يحققها العلاج بالموسيقى لدى المصابين بالخرف أو تلف الدماغ، إذ تنبع الموسيقى وتُعالج بمسار مختلف عن الكلام، فيسمح اتباع هذا المسار للمراجعين بالتعبير عن أنفسهم والتواصل مع أحبائهم واستكشاف العالم المحيط بمزيد من الحيوية.


🌾 ما مؤهلات المعالج التي يجدر بك البحث عنها؟


اعثر على معالج حائز على درجة البكالوريوس أو الماجستير في العلاج النفسي بالموسيقى من مؤسسة معتمدة تختلف تبعًا للبلد، إلى جانب إكماله التدريب السريري اللازم والبرامج التدريبية الخاضعة للإشراف.

يجب عليك البحث عن معالج يشعرك بوجود اتصال حقيقي بينكما، إذ يساعد إنشاء أساس قوي من الثقة والتقدير على احتضان العملية العلاجية وتحقيق النجاح المرجو منها.


🌻 العلاج بالمقامات الموسيقية 🌻 



دراسات دقيقة أجريت من قبل علماء النفس اظهرت أن للموسيقى اتصالا مباشرا بالناحية الوجدانية لدى الإنسان، وأن أعصابه تتأثر تأثرا واضحا عند الاستماع إلى الموسيقى، وقد لا يعرف الكثير أن هذه الدراسات لم تتوقف عن كونها كتابات وأفكار نظرية، بل طبقت على نطاق ضيق في بعض الأماكن.

الموسيقى في العصور الإسلامية

حظيت الموسيقى بالاهتمام في العصور الإسلامية، كالعصرين الأموي والعباسي، ,وألفت فيه الكتب، وما يزال موجودا حتى الان في المغرب الأقصى، وقف خاص تعزف فيه إحدى الفرق الموسيقية للترويح عن المصابين بالأمراض النفسية والعصبية.

وفى معرض اسطنبول للموسيقى بالمقامات

وحظي العلاج بالموسيقي بالاهتمام في معرض إدرنة الرابع للكتاب، المقام في المدينة الواقعة إلى الغرب من إسطنبول، في إطار التعريف بكتاب “من المقام إلى الشفاء”.

وحضر المعرض مؤلفو الكتاب لفنت أوزتورك، عضو هيئة التدريس في قسم علم وظائف الأعضاء بكلية الطب بجامعة تراقيا التركية، وأحد مؤسسي جمعية العلاج بالموسيقى، وفاضل أتيك، مدير الفرقة الوطنية للموسيقى التركية بإدرنة، وخليل إرسوان، المغني في الفرقة.

وعرض الكتاب تاريخ العلاج بالموسيقى، واستخدام الموسيقى التركية في العلاج، والتطبيقات الطبية للموسيقى، كما تعرض الكتاب، افقرات من لكتاب”الرسالات الموسيقية من الدوائر الروحانية”، لـ”غفركزاده حافظ حسن أفندي”، الذي تحدث عن أثر كل مقام من المقامات الموسيقية في علاج أمراض معينة.

وهناك استخدامات محددة لكل مقام من مقامات الموسيقى ، فوفقا لـ “حسن أفندي” ، {( يستخدم مقام الراست لعلاج الشلل، ومقام العراق لعلاج الأمراض المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة، ومقام الرهاوي لعلاج الصداع، ومقام الزيرفكند لآلام المفاصل، ومقام الزنكولاه (الزنجران) لأمراض القلب، ومقام الحجاز لمشاكل التبول، ومقام البوسلك لآلام الفخذ، ومقام العشاق لآلام الأقدام وخاصة آلام النقرس، ومقام الحسيني لآلام المعدة والالتهابات في القلب والرئتين، ومقام النوى لآلام عرق النسا. )}


وقال لفنت أوزتورك، في حواره مع الأناضول، إن التداوي بالموسيقى قديم قدم تاريخ البشرية، ولفت أن إدرنة كانت بمثابة عاصمة للعلاج بالموسيقى في القرن الخامس عشر، حيث كانت الموسيقى تستخدام للعلاج في “دار الشفاء بالمدينة”.

وأشار أوزتورك أن الموسيقى كانت تستخدم للعلاج في البيمارستان النوري بدمشق، الذي أسسه نور الدين زنكي عام 1154 للميلاد.

كما أكد أوزتورك على التأثير النفسي الإيجابي للموسيقى، حيث يمكنها أن تساعد على النوم، على سبيل المثال، وخاصة الموسيقى على طريقة “البشرف”، كما يمكن للموسيقى التركيبية مساعدة مريض الإيدز مثلا، على العودة لتقدير نفسه ومعرفة قيمة ذاته، إذ يعاني المصابون بهذا المرض عادة من الشعور بالإقصاء.


🌾 العلاج بالموسيقى في العصر الحديث :-


ولم تتوقف استخدام الموسيقى في العلاج، على العصور السابقة، بل أجريت المزيد من الدراسات في العصر الحديث، حول آثار الموسيقى على القياسات الحيوية للجسم، كسرعة القلب وضغط الدم، وفقا لأوزتورك، حيث بات يُعتقد أنه من الممكن استخدام الموسيقى للتخفيف من الألم، وأصبحت الموسيقى تُرى على أنها عنصر مساعد للمرضى الذين تم تشخيص حالاتهم و بدأوا في تلقي العلاج، ولأصحاب الآلام المزمنة.

وبدأ العلاج بالموسيقى في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ اعتاد عدد من الموسيقيين الذهاب للمستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للمرضى من ضحايا الحروب الذين يعانون من الآلام الجسدية.

وأدى تطور الممارسة والعلم الى فتح مراكز العلاج بالموسيقى في النرويج وبقية دول أوروبا وإلى ظهور عدد من المناهج والأساليب العلاجية نذكر منها: العلاج الموسيقي التحسيني، الغناء والمناقشة ، الوصف التصويري والموسيقى الموجهة، أسلوب أورف شولفيرك السريري، التدخل الإيقاعي الإفضائي، الغناء والمناقشة.


************************************************************************


🌻🌾-- المصادر للمعلومات :-


1- موسوعة ويكيبيديا - علاج بالموسيقي .



4- موقع ليالينا - العلاج بالموسيقي .




8- موقع الكونسلتو - هل العلاج بالموسيقي فعال؟ .

9- موقع أنا أصدق العلم - العلاج النفسي بالموسيقي .




13- موقع كنانة أونلاين - أشكال العلاج بالموسيقي .


15- بوابات كنانة أونلاين ( بيوتنا بوابة الأسرة ) - درجة علمية فى العلاج بالموسيقي .


************************************************************************


تعديل المشاركة
author-img

آفاق واسعة

أنا المهندس / محمود أحمد منصور أحمد الرفاعي , مالك ومسؤول المدونة, مصري الجنسية والميلاد والمنشأ , مهندس ميكانيكا قوى وطاقة, خريج هندسة عين شمس لسنة 2004, ودبلوما الدراسات العليا أفران صناعية وغلايات لسنة 2010 , وتاريخ إنشاء المدونة 06/07/2021 , أبحث وأقرأ وأهتم بكل ما يتعلق, بالإعجاز العلمي فى القرآن والسنة, والتدبر والتفكر فى القرآن والسنة, وعلوم الدين الإسلامي, وخواص وفوائد الأحجار الكريمة, وعلوم تطوير الذات والتنمية البشرية, والحكم والمواعظ والأقوال المأثورة, والعلوم الطبيعية كالفيزياء والفلك والعلوم الهندسية والإختراعات والإكتشافات العلمية, والموسيقي العلاجية وتأثيرها المفيد للإنسان, وعلوم الطب البديل والعلاج بالطاقة, وفوائد الأطعمة والأشربة والعلاج بالأعشاب وفوائدها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة